واشنطن: حذر مسؤولون أمنيون من أن الهاكرز أصبحوا يستهدفون الآن مستخدمي موقع MySpace الشهير لتبادل مقاطع الفيديو على الإنترنت من خلال استغلال بعض الثغرات الأمنية في أنظمة التشغيل، وذلك بوضع أكواد خبيثة تسرق كلمات السر والصفحات الخاصة بالمستخدمين وتقوم بتنصيب برامج خبيثة على أجهزة الضحايا من أجل سرقة معلوماتهم الشخصية.
فقد تم وضع فيروسات في بعض صفحات موقع ماى سبيس مصممة لاستغلال إحدى الثغرات الأمنية في نظام ويندوز وإنترنت إكسبلورر، التي قامت مايكروسوفت بمعالجتها مؤخرًا وتبدأ عملية الاحتيال بعرض فيلم فلاش يتم تنصيبه في صفحتين من صفحات الموقع التي تقود المستخدمين إلى صفحة تسجيل دخول وهمية، وهذه الصفحة بدورها تقوم بتحميل عدة فيروسات خبيثة تحصل على كلمات السر وأسماء الدخول الخاصة بالزائرين.
ووفقاً لمجلة العالم الرقمي، بمجرد أن يحصل الهاكرز على بيانات المستخدمين، يقومون على الفور بتحديث بيانات الموقع الخاص بالمستخدم على ماى سبيس لإضافة أكواد خبيثة أخرى، وتقدر شركة ScanSafe الأمنية أن ما يقرب من مائة ألف حساب لموقع MySpace قد تم الاستيلاء عليه.
ومن جانبهم أكد المسئولون الأمنيون فى ماي سبيس أن المواقع الكبرى مثل موقعهم عادة ما يكون سد الثغرات الأمنية فيها صعبًا للغاية، فهذا العدد الكبير من الزوار يضع ضغوطًا كبيرة على البنية التحتية للموقع إلا أن ذلك لا يمنع مطورو الموقع من العمل على سد تلك الثغرات وتحديث برامجهم وأنظمة التخزين لملاحقة التطور في فكر الهاكرز الذين يستغلون الثغرات.
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة
وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التى ينجح فيها الهاكرز فى اقتحام المواقع، فقد تعرض الموقع الرسمي الخاص بالأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على شبكة الانترنت للقرصنة حيث وضعت عليه عبارات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل.
[موقع كي مون بعد تعرضه للقرصنة]
موقع كي مون بعد تعرضه للقرصنة
ووضع "الهاكرز" الذين تمكنوا من اختراق صفحة الأمين العام بموقع المنظمة الأممية، نداءً إلى الإسرائيليين والأمريكيين يطالبونهم بالتوقف عن قتل الأطفال والمدنيين، كما دعا إلى ضرورة "وقف الحرب والدخول في سلام إلى الأبد".
واستطاع الهاكرز فى احتلال المنطقة المخصصة للكلمة اليومية للأمين العام للأمم المتحدة عبر الموقع الرسمي للمنظمة "http://www.un.org/News/ossg/" لوضع هذا النداء الذى تكرر لثلاث مرات.
ومنذ شهور قليلة تعرضت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لهجوم كاسح للـ "هاكرز" حيث قام قراصنة بشن هجوم على ثلاثة عشر جهازاً مركزياً يتحكم بتدفق المعلومات على شبكة الانترنت على مستوى العالم وتمكنوا من تعطيل ثلاثة أجهزة والسيطرة عليها بشكل كامل طوال اثني عشر ساعة، في أكبر عملية تشهدها الشبكة منذ العام 2002.
وقد تركز الهجوم، الذي تمكن الخبراء من مواكبته بشكل حال دون أن يشعر معظم مستخدمي الانترنت به، على أجهزة شركة ultra DNS، وهي الشركة التي تدير وتنظم جميع خطوط الشبكة التي تنتهي بالرمز ".org"
وفيما اكتفت الشركة بالقول أنها لاحظت حركة "غير عادية" ضمن النظام، تردد أن الهجوم طال عدد من الخوادم الرئيسية التي تسيّر تدفق المعلومات عالمياً، والتي تعود ملكية بعضها إلى وزارة الدفاع الأمريكية وأجهزة الرقابة على الانترنت.
ووصف المراقبون الهجمة بأنها كانت "قوية بصورة غير اعتيادية،" غير أن خبراء المعلوماتية حول العالم نجحوا في احتوائها، بعدما بذلوا مجهودا كبيرا ليحافظوا على كفاءة بعض خطوط الشبكة الحيوية، التي اتخمت بفيض هائل من المعلومات.
وأكد بعض الخبراء ممن تابعوا مجريات الهجوم الخطير، أن المهاجمين نجحوا في إخفاء مكان تواجدهم.
ونجح القراصنة فى اختراق نظام البريد الإلكتروني غير السري لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مما أدى إلى تعطيل الخدمة لنصف الطاقم الخاص بوزير الدفاع روبرت جيتس.
وذكرت مصادر البنتاجون أن ما يقرب من 1500 مستخدم من إجمالى 3000 موظف الذين يعملون مباشرة مع مكتب وزير الدفاع، لم يتمكنوا من الدخول إلى البريد الإلكتروني بعد اختراق جهاز الكمبيوتر الرئيسي المزود بالخدمة "السيرفر".
ويأتى ذلك بالرغم من أن كثيراً من أنظمة الحواسب للبنتاجون تشغَّل بواسطة "سيرفرات" سرية، ومجهزة ببرامج حماية قوية بخلاف الأنظمة غير السرية.